حملة “حقق أحلامك المؤجلة” قبل التقاعد! ما السر وراءها؟!

دشن أحد الصحفيين في الإمارات العربية حملة إلكترونية بعنوان ( حقق احلامك المؤجلة قبل التقاعد) وذلك بعد أن وصلت له أنباء عن وسيلة للحصول على أرباح شهرية ضخمة، يعمل بها عدد كبير من المستثمرين ورجال الأعمال والمشاهير وغيرهم، تمكنوا من خلالها في مضاعفة أموالهم في فترات زمنية قصيرة جداً، بل وتقابل مع العديد من هؤلاء الفنانين والإعلاميين الذين استخدموا هذا النظام وربحوا أموالاً كبيرة، ولكنهم طلبوا عدم الإفصاح عن هويتهم، وبعد تفكير عميق وجد هذا الصحفي أن من حق الفقراء وكافة فئات الشعب أن يتعرف على هذه الوسيلة لتأمين مستقبلهم وتوفير احتياجاتهم ومتطلبات أولادهم وأسرهم.

ولم يجد هذا الصحفي طريقة لنشر هذه الطريقة إلا تفعيل هاشتاج على مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان (حقق أحلامك المؤجلة حتى في سن التقاعد) وهو متأكد أن رواد هذه المواقع الإلكترونية سوف ينشرون الخبر أسرع من الصحف والإعلانات وغيرها، وبعدها وجد هذا الصحفي ان أعداد كبيرة ممن استفادوا من هذه الطريقة كتبوا قصصهم معها وكيف سمحت لهم أن يحققوا أرباح هائلة في منتهى السرية والأمان وبدون أدنى مجهود، وهذا ما شجع أعداد كبيرة من فئات المجتمع البسيطة والمتوسطة أن تُقدم على تجربة هذه الطريقة، واستمرت هذه الحملة على موقع الإنستجرام وغيرها من المواقع الإلكترونية فترة طويلة، وكل يوم يضاف قصص واقعية لأصحاب تجارب مع هذه الطريقة التي أصبحت مثار جدل وحديث في كل البيوت والشوارع وعلى المقاهي وفي كل التجمعات، وبعد فترة تواصل مع هذا الصحفي رجل قارب على الستين وطلب مقابلته، سأله الصحفي عن السبب أجابه الرجل أن الموضوع يخص حملة (حقق أحلامك المؤجلة حتى في سن التقاعد)، وقتها وافق الصحفي فوراً وأخذ موعد مع الرجل، وفي الموعد المحدد تقابل الصحفى مع هذا الرجل ودار بينهم الحوار التالي:

سأل الصحفي الرجل بعد الترحيب والتحية عن أسباب طلبه لمقابلته، فأجاب الرحل أنه يريد أن يقدم له الشكر عرفاناً بجميله لأنه كان السبب وراء ثرائه الذي لم يتمكن من تحقيقه في ريعان سن الشباب والقوة، فطلب منه الصحفي أن يوضح بشكل أكبر، فقال له الرجل المسن أنه سيحكي له قصته منذ البداية: أنا إسمي حمدان جاسم أبلغ من العمر 58 عام أُقيم في إمارة أبو ظبي، وأعول أسرة مكونة من زوجة وسبعة أولاد أربعة بنات وثلاثة ذكور، وأعمل موظف في إحدى الوظائف الحكومية، وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أسد إحتياجات أسرتي بالكاد، وخصوصاً أنني تزوجت في سن متأخر وأنجبت أولادي في سن الكبر، وكلما كان أولادي يكبرون امامي كنت همومي تتزايد، خاصة مع زيادة طلباتهم ومصروفاتها في مراحل تعليمهم.

توقف الرجل لبرهة قليلة كأنه يتذكر المعاناة التي كان يعيشها ثم استكمل حواره قائلاً:
منذ ستة أشهر كان واحد من أبنائي وهو الأكبر بينهم يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، وجاء أمامه بالصدفة حملة (حقق أحلامك المؤجلة حتى في سن التقاعد) وطالع كل ما كان ينشر حولها، بل كان يسمع زملائه في الجامعة يتحدثون عنها، وفي يوم أخبرني عنها ونحن نتناول العشاء معاً، وقال لي أنها شركة تداول تعمل في إستثمار أموال المودعين بها في تداول الأسهم والعقارات، وأضاف أنها تعمل بشكل رسمي والمسئولين يعرفون عنها كل شئ، بل أن البنوك تتعاون معها، وقال أن عدد كبير جداً من كبار رجال الأعمال يعرفون عنها ويستثمرون أموالهم بها، أما الذي شجعني على التفكير في الأمر هو أنها تقدم أرباح شهرية تصل إلى أكثر من 35%، أعجبتني الفكرة كثيراً وبدأت كل يوم أسأله عن الجديد في الموضوع، وهو يقول لي أحدث التعليقات وتجارب بعض ممن كانوا ينشرون قصتهم تجاوباً مع الحملة، وفي يوم جلست مع زوجتي وبدأنا نفكر هل هذا صحيح، وكيف يمكن الإستفادة من هذه الطريقة، ومن أين لي أن أوفر المبلغ الذي استثمره فيها، وبعد مشاورات طويلة قررت أطلب سلفة من الجهة التي أعمل فيها وأبيع بعض القطع الذهبية مع زوجتي.

بالفعل في اليوم التالي طلبت قرض ولحسن الحظ وافق المسئولين فوراً، وبعد أن قمت بصرفها قمت ببيع المصوغات الخاصة بزوجتي، وبعدها طلبت من إبني أن يعرف لي طريقة التسجيل في هذه الشركة، وفي اليوم التالي أخبرني بكل شئ عنها، وفوراً قمت بالتواصل مع شركة التداول هذه وقام أحد الموظفين بشرح طريقة عمل الشركة وكيفية فتح الصفقات ونوعية التداول …إلخ، وبعدها طلبت فتح حساب بقيمة 10 آلاف درهم.

بعد ذلك لم أطالع حسابي في الشركة لمدة حوالي أسبوع ظناً مني أن الأرباح تكون كل شهر، وفي ليلة كان ابني يجلس معي ويسألني عن الأخبار، فأخبرته أنني لن أطالع الحساب حتى يمر شهر، فقال لي أن هذا خطأ، من واقع القصص التي كان يطالعها على هاشتاج الشركة، يجب مطالعة الحساب بشكل شبه يومي، فأحضر اللاب توب وقمت بفتح حسابي في الشركة، وهنا كانت المفاجأة العظمى التي لن أنساها طوال حياتي، إذا وجدت رصيدي أصبح 52 ألف درهم، وقتها قام إبني من مكانه وظل يصرخ من الفرحة، فقلت له إنتظر يا إبني حتى نعرف إلى مدى تستمر هذه الأرباح وهل سحبها للإستفادة منها سهل ام لا.

بدأنا كل يوم أنا وإبني نطالع الحساب في شركة التداول، وكل يوم نجد الرصيد إرتفع أكثر من اليوم السابق، حتى أنه بعد أسبوع واحد أصبح الرصيد 78 ألف درهم، وقتها تواصلت مع أحد المحاسبين في شركة التداول وسألته كيف لي أن أسحب جزء من رصيدي، أخبرني أنه أمر سهل جداً، قدم طلب وحدد به قيمة المبلغ الذي تريد سحبه وسيوافق لك فوراً، كما أخبرني أنه من الأفضل كل فترة سحب جزء من الرصيد للحد من المخاطر، وبالفعل قمت بسحب مبلغ بقيمة 30 ألف درهم.

بعد مرور 10 أيام وجدت الرصيد في شركة التداول أصبح أكثر من 100 ألف درهم، فقمت بسحب 50 ألف درهم إلى حسابي بالبنك، وقتها أخبرت زوجتي وكل أولادي بخبر شركة التداول والأرباح التي أحققها بها وقد عمت الفرحة المنزل كله، واستمر الحال هكذا حتى أصبح رصيدي في البنك بعد مرور حوالي خمسة أشهر 800 ألف درهم، بجانب رصيدي في شركة التداول.

اختتم حمدان جاسم حديثه قائلاً:
بعد تحقيقي لهذه الأرباح وتغير أحوالي المعيشية بنسبة 180%، وجدت من الواجب على أن أقدم لك الشكر، لولا الحملة التي بدأتها على مواقع التواصل الإجتماعي ما كنت عرفت شركة التداول هذه وكانت بقيت طوال عمري بمرتبي، بل كانت ظروفي ستكون أسوء بعد خروجي على المعاش بعد عدة فترة قليلة. قلت له أن لا شكر على واجب وأن هذا من صميم عملي، وطلبت منه نشر قصته على هاشتاج الحملة، ووافق بل رحب بالموضوع.

بعد نشر قصة حمدان جاسم على هاشتاج (حقق أحلامك المؤجلة حتى في سن التقاعد) تضاعفت أعداد رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين يتفاعلون مع الحملة، والآلاف منهم طلب عنوان شركة التداول للتواصل معها، وآلاف الرسائل التي وصلت لصاحب الحملة يتساءلون عن طريقة التسجيل في الشركة، وقد بلغنا أن الشركة لا تحتاج إلا لعدد قليل حتى لا تكثر أعبائها وتواصل تقديم الأرباح الكبيرة للمودعين بها. لهذا استغل الفرصة سريعاً وقدم أوراق اعتمادك بها لتصبح من أصحاب الملايين!